الاستماع إلى رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول مشروع القانون المتعلق بالوقاية من الإتجار بالبشر

الجزائر – استمعت لجنة الشؤون القانونية والإدارية والحريات بالمجلس الشعبي الوطني، يوم الأربعاء، إلى رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، عبد المجيد زعلاني، بخصوص مشروع القانون المتعلق بالوقاية من الإتجار بالبشر ومكافحته، الذي عرضه يوم الثلاثاء وزير العدل حافظ الأختام، عبد الرشيد طبي أمام نفس اللجنة.

و أكد رئيس المجلس بهذا الخصوص, أن إعداد نص هذا المشروع يندرج, من جهة, في “إطار استجابة الجزائر لالتزاماتها الدولية الناتجة عن الاتفاقيات التي صادقت عليها في هذا المجال”, ومن جهة أخرى, “استجابة للواقع الذي فرضه هذا الأمر”, مشيرا بالمناسبة إلى وجود “ترابط كبير” بين ظاهرتي الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر.

و أوضح بهذا الخصوص, أن الهجرة غير الشرعية هي بمثابة “الأرض الخصبة” للشبكات التي تحترف الإتجار بالبشر واستغلال الضحايا, مما يستوجب “تحيين التشريعات والتفكير في آليات فعالة ردعية ووقائية لتفادي تفشي الظاهرة”.

و في هذا الإطار, ثمن السيد زعلاني مضمون نص المشروع, سيما من خلال إدراج أحكام جديدة لحماية ومرافقة ضحايا الإتجار بالبشر الذين هم “في حالة ضعف استثنائية”.

كما اعتبر أن منح الهيئات والمنظمات الحقوقية الحق في إيداع شكاوي والتأسيس كطرف مدني في مثل هذه القضايا “أمر إيجابي”, مما سيعزز حماية ضحايا الإتجار بالبشر ويكرس مبدأ حقوق الإنسان بصفة عامة, مقترحا في هذا السياق “تشديد العقوبات على مرتكبي هذه الجريمة”.

وشدد في نفس السياق, بضرورة إصدار النصوص القانونية والتنظيمية في الآجال المعقولة لضمان فعالية أكثر للقوانين ومرافقتها بدورات تكوينية لفائدة كل المتدخلين في هذا المجال من أفراد الأمن وفعاليات المجتمع المدني حول ظاهرة الإتجار بالبشر وكيفية الوقاية منها وحماية الضحايا.

و من ضمن الأحكام التي أتى بها نص المشروع, وجوب الدولة حماية ضحايا جرائم الإتجار بالبشر ويعزز التعاون المؤسساتي والدولي في مجال الوقاية منها عبر تدابير ترمي إلى مرافقتهم ورعايتهم وتخصيصهم أماكن لاستقبالهم.

و استحدث المشروع إجراء التسرب الإلكتروني كإجراء خاص للتحري والتحقيق يمكن من خلاله لضابط الشرطة القضائية بموجب إذن قضائي أن يلج إلى كل منظومة معلوماتية أو أي نظام اتصال إلكتروني آخر يهدف مراقبة المشتبه فيهم.

و يقرر نص المشروع لهذه الظاهرة عقوبات قد تصل إلى السجن المؤبد في حالة تعرض الضحية لتعذيب, عنف جنسي أو عاهة مستديمة, كما تشدد العقوبة في حالة ارتكاب الجريمة في إطار جماعة منظمة أو عندما تكون ذات طابع عابر للحدود.

وكالة الانباء