في إطار إشرافه على مراسم تنصيب المندوبيات الجهوية، ترأس رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيد عبد المجيد زعلاني، وفدا من رؤساء اللجان الدائمة للمجلس، لتنصيب المندوب الجهوي لولايات الشرق، السيد عبد الحفيظ بن فاتح، وذلك بولاية قسنطينة يوم الخميس 09 مارس 2023 .
فقد أشرف كل من السادة رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، عبد المجيد زعلاني ووالي ولاية قسنطينة عبد الخالق صيودة، ورئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية قسنطينة عصام بحري، على مراسم التنصيب، بحضور السلطات الرسمية والعسكرية للولاية وعدد هام من ممثلي المجتمع المدني.
أكد، بالمناسبة، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، عبد المجيد زعلاني على أن الجزائر المستقلة حرصت على تبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في أول دستور لها عام 1963 وكذا لابد من التأكيد على ان بيان أول نوفمبر الذي كان منهجا نضالا يدرس في كبريات الجامعات العالمية جسد فكرة تحرير كل الشعوب المستعمرة، مضيفا أن للجزائر تقاليد نضالية في مجال حقوق الإنسان لكن الحوار يظل المحرك الأساسي في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان.
بذات المناسبة تطرق السيد عبد المجيد زعلاني عن مهام وصلاحيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان الموضوع لدى السيد رئيس الجمهورية، ضامن الدستور، ليتمتع بالحياد والاستقلالية المالية والإدارية لهذه المؤسسة التي تتولى مهمة رصد وإبداء الرأي وإصدار توصيات تتعلق بترقية حقوق الإنسان وحمايتها، باعتبار انه هيئة استشارية.
وفي كلمة له أكد والي ولاية قسنطينة، أنه لا مجال للشك “أن مسعى المجلس الوطني لحقوق الإنسان يعبر عن المسعى النبيل للدولة الجزائرية ممثلة بالسيد رئيس الجمهورية والذي سعى منذ صياغة دستور الجزائر الجديدة إلى ترقية وحماية الحقوق والحريات لكل أبناء الشعب الجزائري باختلاف أطيافه ومكوناته والعمل على القضاء على انتهاكات حقوق الإنسان من طرف أي جهة كانت ضمانا للعيش الكريم واللائق بأبنائه”. مضيفا أن مناسبة تنصيب المندوبية الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان هي تكريس عملي للسعي النبيل الذي يضع حقوق الإنسان في أعلى هرم الأولويات.
اعتبر والي ولاية قسنطينة أن المندوبية الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان سيكون إضافة قيمة لولايات الشرق الجزائري في مسار العمل على ترقية الحقوق والحريات، لأنه سيكون قناة اتصال وتواصل هامة بين المواطنين والمجتمع المدني والدولة من أجل تقديم التوصيات والمقترحات اللازمة لدى السلطات العليا في البلاد، لتقوية الدعائم الأساسية لحقوق الإنسان وتعزيزها في ثقافة المجتمع الجزائري.
من جهته، وبعد استلامه لوثيقة اعتماده الرسمي مندوبا جهويا لولايات الشرق، أكد السيد عبد الحفيظ بن فاتح على استعداده التام للعمل والاجتهاد في التنسيق مع كل الأطراف المعنية من سلطات محلية وممثلي المجتمع المدني خدمة لترقية وحماية حقوق الإنسان بما يخدم الصالح العام والوقوف على احتياجات ساكنة الشرق الجزائري.
تلت مراسم التنصيب، جلسة تكريمية للخبير الدولي العضو السابق بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان المرحوم عزوز كردون، الذي وافته المنية مؤخرا، حيث حضرت التكريم أرملة المرحوم، التي استحسنت المبادرة وقدمت شكرها وعرفانها لرئيس المجلس ومن خلاله لكل أعضاءه وذكرت الخصال الطيبة للمرحوم وتفانيه في العمل خدمة لنشر مبادئ حقوق الإنسان.
وخلال تنشيطه لحصة مباشرة، تحدث فيها أساسا على أن ممارسة حقوق الإنسان واحترام الحريات لا تتم إلا في مجتمع يسوده الاستقرار والحفاظ على النظام العام. كما أكد أن تنصيب المندوبيات الجهوية هي مرحلة في استكمال هياكل المجلس ليتم تغطية انشغالات كل مواطنينا عبر جميع تراب الوطن.
استرسل رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مؤكدا، أن الجزائر التي انتخبت بمجلس حقوق الإنسان الأممي من بين 47 دولة بعد حصولها على أصوات 178 من نظرائها، كانت قد قدمت لترشحها ورقة من التعهدات الإرادية والنابعة من قناعاتها خاصة تلك المتعلقة بالقضايا العادلة والمرأة وحقوق الإنسان، متحدثا أيضا عن مجريات اجتماع الاستعراض الدوري الشامل، الذي حصلت من خلاله الجزائر عن توصيات جاءت في مجملها مدعمة لمسار الإصلاح.