رسالة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بمناسبة الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب

تمر اليوم على استقلال هذه الأرض الطيبة المتشبعة بدماء الشهداء الزكية، ستون عاما بالتمام والكمال، ليزداد فخرنا واعتزازنا بهذه المحطة النيرة من تاريخنا.

إن ثورتنا المباركة اندلعت وفي ذهن مفجريها عبر بيان أول نوفمبر، تحرير أرض الجزائر الطاهرة وتحرير كل الشعوب من الاستعمار، وتفاوض أبناؤها وملؤهم الإرادة الصلبة في استرجاع السيادة الوطنية كاملة غير منقوصة أساسها المتين الوحدة أرضا وشعبا وسيادة.

وعاشت بلادنا عقودا وهي قلعة الأحرار والثوار مستمرة في الدفاع باستماتة على مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها سنده القوى الجيش الوطني الشعبي سلسل جيش التحرير الوطني.

لقد سجلت الجزائر صوتها عاليا على منبر الأمم المتحدة التي اعتبر ميثاقها، إخضاع الشعوب لاستعباد والسيطرة والاستغلال، يشكل إنكارا لحقوق الإنسان الأساسية، ويناقضه ويعيق السلم والتعاون العالميين.

نعتز جميعنا في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا، بمرور سنتين على ملحمة أخرى وهي استرجاع جماجم 24 من قادة المقاومة الشعبية ورفاقهم، بعد احتجازها لأكثر من 170 عاما في متحف الإنسان بباريس. لتظل حدثا يشهد على إدانة وحشية فرنسا الاستعمارية وشاهدة على جرائمها مع سبق الإصرار والترصد على مرأى من المجتمع الدولي.

وما استرجاعها إلا إجماع للجزائر قيادة وشعبا، لما للتاريخ والذاكرة من ارتباط وثيق بحقوق الإنسان وحق مقاومي الثورة من معانقة رفاتهم الطاهرة لهذه الأرض الزكية من دنس الاستعمار لتستريح أجسادهم، حيث تطيب مرقدا راضية مرضية.

يسجل المجلس الوطني لحقوق الإنسان وبكل فخر واعتزاز الانتماء إلى جزائر العزة وجزائر شباب، ضبطوا عقارب ساعاتهم على موعد النصر ذات الـ 05 من جويلية قبل ستين عاما من اليوم وبعد 132 سنة من احتلال استيطاني بشع. عاشت الجزائر حرة مستقلة لتبنى بسواعد شباب الاستقلال الملتزم والمصر على رفع التحديات لبناء جزائر جديدة تأبى الانكسار، شعارها الدائم دولة تسودها العدالة الاجتماعية واحترام القانون وحقوق الإنسان.