زعلاني:الجزائر تدافع باستماتة عن القضايا العادلة وفقا لقناعة قائمة على تاريخها النضالي

وصف الأستاذ عبد المجيد زعلاني، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان حادثة غرق الأطفال على مستوى شاطئ منتزه الصابلات بالجزائر العاصمة بأنها مروعة و ناجمة عن إهمال الكبار للصغار في إشارة إلى المنظمين والأشخاص المرافقين خلال هذه الرحلة .

وقال زعلاني خلال استضافته، هذا الإثنين ، ضمن برنامج ” ضيف الدولية ” إنه يترحم على أرواح هؤلاء الأطفال و يعرب عن تضامنه مع عائلاتهم مشيرا إلى ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات التنظيمية المناسبة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل و الحيلولة دون تحول أماكن الراحة و النزهة إلى مآسي.

وبخصوص الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، قال زعلاني إنه يترحم على أرواح شهداء فلسطين من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل الذين يسقطون يوميا ضحايا آلة القتل والإجرام الصهيوني مشيرا إلى أن ما يحدث اليوم في رفح جريمة ضد الإنسانية و مخالفة للقانون الدولي.

وضمن هذا السياق ، اعتبر ضيف الإذاعة البيان الأخير الصادر عن مجلس الامن الدولي بعد دعوة الجزائر لفتح تحقيق في المقابر الجماعية المكتشفة بقطاع غزة بأنه خطوة إلى الأمام من قبل المجموعة الدولية من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني.

و أضاف قائلا، ” البيان الذي صدر عن المجلس قد لا يكون من القرارات الكبيرة ولكننا نعتبره تكملة لما يجري في مجلس الأمن و ما تقوم به الأمم المتحدة و مختلف أجهزتها و هو نتاج لما تبذله الجزائر من أجل الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني منذ بداية عهدتها الحالية كعضو غير دائم بمجلس الامن الدولي رفقة دول أخرى من دول القارة الافريقية و أميركا اللاتينية..”

وتابع قائلا ، ” الجزائر تدافع باستماتة عن القضايا العادلة في فلسطين و الصحراء الغربية وفقا لقناعة راسخة نابعة من تاريخها النضالي ضد الاستعمار بمختلف أشكاله في إطار الشرعية الدولية ووفقا للقانون الدولي ولن يهدآ لها بال حتى تكلل تحركاتها القوية بالنجاح من قناعة راسخة لديها نابعة من تاريخها النضالي ضد الاستعمار بمختلف أشكاله .”

واسترسل قائلا ، “إنه من حسن حظ فلسطين أن معركة طوفان الأقصى تزامنت مع بداية عهدة الجزائر داخل مجلس الأمن حيث قامت بطريقة ذكية رفقة دول عديدة مثل جنوب افريقيا ومن دول أمريكا اللاتينية باستخدام القواعد التقليدية للقانون الدولي والأجهزة التابعة للأمم المتحدة من أجل الدفاع عن الفلسطينيين مثل محكمة العدل الدولية و محكمة الجنايات الدولية و الجمعية العامة للأمم المتحدة و مجلس الامن الدولي لإدانة الجرائم الصهيونية .”

و لاحظ زعلاني بان الفيتو داخل مجلس الأمن الدولي يكاد يتلاشى بفعل التحول الديناميكي الذي تشهده القضية الفلسطينية منّ انطلاق معركة طوفان الأقصى ،ومن الأمثلة على ذلك إعلان العديد من الدول في أوروبا و غيرها من مناطق العالم استعدادها لأول مرة للاعتراف بدولة فلسطين و المتزامنة مع اتساع رقعة المظاهرات الطلابية التي اجتاحت الجامعات الاميركية و الأوروبية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف الجرائم الصهيونية المتواصلة منذ أكثر من ستة أشهر.”

ولفت زعلاني إلى أن هذه التحولات في الراي العام العالمي غير مسبوقة وقد وضعت الكيان في حالة عزلة وفي قفص الاتهام وهو ما أدى بممثل الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة الى تمزيق ميثاقها وهو دليل يأس وحسرة في أعقاب تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 143 صوت لصالح انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة ودعوة مجلس الامن الى مراجعة قراره حيال هذه المسألة..”