بيان اعلامي حول الحرائق التي شهدتها الجزائر

إثر الفاجعة التي ألمت بعدد من مناطق وطننا، العزيزة على قلوبنا، وما تكبدته ساكنة هذه المناطق من خسائر في الأرواح والأموال، يعرب المجلس الوطني لحقوق الإنسان عن بالغ حزنه وتأثره لهول هذه الفاجعة خاصة فيما ألحقته من فقد الكثير من الأرواح، وعن خالص تعازيه ومواساته لأسر المتوفين في كل المناطق الجريحة، متضرعا لله جل وعلى أن يرحم موتانا بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه ويسكنهم جنات النعيم.

يتابع المجلس باهتمام كبير، الوضع الخاص بهذه الأحداث الأليمة ومستجداتها، منذ الساعات الأولى من اندلاع هذه الحرائق، وقد تبين له أن الوسائل المادية والتكنولوجية والقوى البشرية التي تم تسخيرها لعملية إخماد الحرائق، كانت معتبرة، حاملة دلالة على الحضور القوي للدولة لمجابهة الكوارث الكبرى بإمكانيات كبرى.

يشيد المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالدور الكبير الذي يقوم به أفراد الجيش الشعبي الوطني ومختلف أفراد الأجهزة الأمنية وأعوان الحماية المدنية، بما أبلوه من بلاء حسن باستعمالهم في أداء مهامهم، الوسائل المتاحة أحسن استعمال وبمستوى عال من الاحترافية، مما أدى لإخماد الحرائق في ظرف قياسي.

لا يفوتنا أن نسجل أيضا السرعة والشمولية في التكفل بكل المضرورين من حيث العلاج بما في ذلك نقل بعضهم للمستشفيات لمعالجة الحروق المتفاوتة الخطورة، وأيضا من حيث الإيواء وكل الاحتياجات المادية من ألبسة وأفرشة وأدوية …الخ في انتظار العملية الإحصائية التي تتبعها التعويضات المناسبة المادية والمالية التي تقررت على أعلى مستوى السلطة في الدولة.

ومن جهته، ونظرا لما تستوجبه هذه الظروف العصيبة والأليمة من مبادرات للتكفل متعدد الجوانب، بساكنة المناطق المتضررة، وخاصة على صعيد مهامه في حماية حقوق الإنسان، بادر المجلس الوطني لحقوق الإنسان بإسداء توجيهاته لكل مراسليه وأعضائه ومندوبي مندوبياته الجهوية المتواجدين في المناطق التي اندلعت بها الحرائق، للتقرب من المتضررين للتحقق من وصول الإسعافات والإعانات الأولية إليهم وتلقي شكاواهم، عند الاقتضاء، والاتصال بالسلطات المحلية والتنسيق والاجتهاد معها للتأكد من ذلك.

ففي هذه الظروف الاستثنائية، يؤكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تضامنه المطلق مع كل أبناء هذه المناطق المتضررين ودعمه ووقوفه معهم، لتجاوزها بالممكن من أقل الأضرار، معربا عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.